الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
*2* 1914- شَتَّى يَؤُوبُ الَحْلَبَةُ. وذلك أنهم يُورِدُون إبلَهم وهم مجتمعون فإذا صَدَرُوا تَفَرَّقوا، واشتغل كلُّ واحدٍ منهم بحلب ناقته، ثم يؤوب الأول فالأول. يضرب في اختلاف الناس وتفرقهم في الأخلاق. وشَتَّى: في موضع الحال، أي يَؤُوب الحلَبة متفرقين، وشَتَّى: فَعْلَى من شَتَّ يشت إذا تفرق. 1915- شَغَلَتْ شِعاَبِي جَدْوَاى. ويروى"سَعَاتِي"وهو اسم من سَعَى يَسْعَى، والْجَدْوَى: العَطَاء، أي شغلَتْني النفقةُ على عيالي عن الإفضال على غيري. قال المنذري: سَعَاتي تصحيف وقع في كثير من النسخ. 1916- شَاكِهْ أباَ يَسَارٍ. المُشَاكهة: المُشَابهة، وأصل المثل أن رجلا كان يعرض فرساً له على البيع، فقال له رجل يقال له أبو يسار: أهذه فرسُكَ التي كنت تصيد الوحْشَ عليها؟ فقال له صاحب الفرس: شَاكِهْ أبا يَسَار، يعني اقْصِدْ في مَدْحك وقارِبِ الموصوفَ في وَصْفك وشابهه وقوله"أبا يسار" نداء لا مفعول شاكه. يضرب لمن يبالغ في وصف الشيء. 1917- شَرٌّ مَا يُجيِئُكَ إِلىَ مُخِّةِ عُرْقُوبٍ. ويروى " ما يُشِيئك" والشين بدل من الجيم، وهذه لغة تميم، يقال: أجَأتُه إلى كذا، أي ألجاته، والمعنى ما ألجأك إليها إلا شر، أي فقر وفاقة، وذلك أن العُرْقُوب لا مخ له، وإنما يُحْوَجُ إليه مَنْ لا يقدر على شيء . يضرب للمضطر جداً. 1918- شَرُّ الرَّأْيِ الدَّبَرِيُّ. وهو الرأي الذي يأتي ويَسْنَحُ بعد فَوْتِ الأمر، مأخوذ من دبر الشيء، وهو آخره، يقال: فلان لا يُصَلِّي الصلاَةَ إلا دَبَرِيّاً، أي في آخر وقتها، والمحدثون يقولون: دبريا بالضم. وقال ابن الأعرابي: دَبَريا ودُبرِيا، وقال أبو الهيثم: بجزم الباء، قال القُطَامي: [ص 359] وخَيْرُ الأمْرِ ما اسْتَقْبَلْتَ منه * ولَيْسَ بأنْ تَتَبَّعَهُ اتِّبَاعَا وقيل: الدبري منسوب إلى دَبَرِ البعير الذي يعجزه عن تحمل الأحمال، كذلك هذا الرأي يعجز عن حمل عبء الكفاية في الأمور. 1919- شَرُّ ما رَامَ امْرُؤٌ مالَمْ يَنَلْ. لأنه يَتْعَب ثم لا يَحْلَى ولا يفوز بمطلوبه. 1920- شَرُّ السَّيْرِ الَحْقْحَقَة . يقال: هي أَرْفَع السير وأتعبه للظهر، ويقال: هي كف ساعة وإتعاب ساعة. قال مطرف بن عبد اللّه بن الشِّخِّير لابنه لما اجتهد في العبادة: خير الأمور أوساطُهَا، وشر السير الحقحقة. 1921- شَرُّ المالِ القُلْعَةُ. وروى أبو زيد " القلَعة" بتحريك اللام - يعني المالَ الذي لا يثبُتُ مع صاحبه مثل العارية والمستأجَر، من قولهم: "مجلس قُلْعة" إذا احتاج صاحبُه كل ساعة أن يقوم وينتقل، يقال: إيَّاكَ وصَدْرَ المجلس فإنه مجلس قُلْعة. 1922- شَرُّ يومَيْهَا وَأَغْوَاهُ لهَا. أصْلُه أن امرأة من طَسْمِ يقال لها عنز أخِذَتْ سبيةً فحملوها في هَوْدَج وألْطَفُوها بالقول والفعل، فعند ذلك قالت: شَرُّ يَوْمَيْها وأغواه لها، تقول: شَرُّ أيامي حين صِرْتُ أكْرَمُ للسِّباء، قال أبو عبيد: وفيها بيتٌ سائر وهو: شَرُّ يوميها وأغْوَاهُ لهَا * ركبت عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلاَ وشر نصب على الظرف، والعاملُ فيه باقي البيت، وهو " ركبت عنز بحدج جملا"وأغوى: أفعل من الغيّ، والهاء راجع إلى اليوم على الاتساع، كقوله تعالى ونمْتَ ومَا لَيْلُ الَمطِيِّ بنائِمِ* وقوله"بحدج" أي في حِدْج، والحدج والحداجة: مركب من مراكب النساء، ومن روى "شَرُّ" بالرفع أراد هذا شرُّ يوميها، أي يومي إعزازها و إذلاها، وأغواه: أي أكثرهما غَيّاً ويجوز أن تعود الهاء في "أغواه" إلى الشر، ويكون أغوى أفعل من الإغواء وهو الإهلاك، أي: أهْلَكُ شر يوميها لها هذا اليوم، وبناء التفضيل من المنشعبة شاذ كقولك: ما أعْطَاه للمال، وما أوْلاَه للمعروف. 1923- شَرُّ أَيَّام الدِّيكِ يَوْمُ تُغْسَلُ رِجْلاَهُ. ويقال"براثنه"وذلك أنه إنما يُقْصَد [ص 360] إلى غسل رجليه بعد الذَّبْح والتهيئة للاستواء قال الشيخ علي ين الحسن الباخَرْزِي في بعض مُقَطعاته يشكو قومه: ولا أُبَالِي بإذلالٍ خُصِصْتُ به * فيهمْ ومنهم وإنْ خُصُّوا بإعزاز رِجْلُ الدَّجَاجَةِ لا من عِزِّهَا غُسِلَتْ * ولا مِنَ الذل حِيصَتْ مُقْلَةُ الْبَازِ 1924- شَرُّ الَمالِ مَالاَ يُزَكَّى ولاَ يُذَكَّى . أي: لا يُذْبح، يعنون الْحُمُرَ لأنه لا زكاة فيها، لقوله صلى اللّه عليه وسلم "ليس في الْجَبْهَة ولا في الكُسْعَة ولا في النُّخَّةِ صدقة " فالجبهة: الخيل، والكسعة: الحمير، والنخة: الرقيق، ويقال: البقر العوامل. 1925- شوَى أَخُوكَ حَتّى إِذَا أَنْضَجَ رَمَّدَ. الترميد: إلْقَاء الشيء في الرَّمَاد. يضرب لمن يُفْسِدُ اصطناعَه بالمنِّ ويُرْدِفُ صَلاَحَه بما يورث سوء الظن. ويروى عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه مَرَّ بدارِ رجل عُرف بالصلاح، فسَمِعَ من داره صوت بعض الملاهي، فقال: شَوَى أخوك حتى إذا أنْضَجَ رَمَّدَ. 1926- شُخْبٌ فِي اْلإِنَاء وشُخْبٌ فِي الأرْضِ. يقال: شَخَبَ اللبنُ والدمُ، إذا خرج كلُّ واحدٍ منهما من موضعه ممتداً، والغَابِرُ يَشْخُبُ ويَشْخَب، والمصدر الشَّخْب بالفتح والشُّخْب بالضم الاسمُ. وأصلُ المثلِ في الحالب يحلب، فتارة يخطىء فيحلب في الأرض، وتارة يُصيب فيحلب في الإناء . يضرب مثلا لمن يتكلم فيخطىء مرة ويصيب مرة. 1927- شَرَّابٌ بأَنْقُعٍ. أي مُعَاود للأمر مرة بعد مرة، وأصله الحَذِرُ من الطير لا يَرِدُ المَشَارِع لكنه يأتي المنافع يشرب منها، فكذلك الرجل الكَيِّسُ الحَذِر لا يتقحَّم الأمور، والأنْقُع: جمع نَقْع، وهو الأرض الحرة الطين يستنقع فيها الماء، والجمع نِقَاع وأنْقُع، وهذا مثل قاله ابن جُرَيْج في معمر بن راشد. 1928- شَرِقَ مَا بَيْنَهُمْ بِشَرّ. أي نَشِبَ الشَّرُّ فيهم فلا يفارقهم. 1929- شُبْ شَوْباَ لَكَ بَعْضُهُ. يضرب في الحثِّ على إعانة مَنْ لك فيه منفعة. [ص 361] وهو مثل قولهم "احْلُبْ حلبا لك شَطْره"وقد مر في باب الحاء 1930- شَمِطَ حُبُّ دَعْدٍ. دعد: اسم امرأة يُصْرَف ولا يُصْرَف، قال الشاعر: لم تَتَلَفَّعْ بفَضْلِ مِئْزَرهَا * دَعْدٌ، وَلَمْ تُغْذِ دَعْدُ في الْعُلَبِ يضرب في قدم المودة وثبوتها. 1931- شَدَّ لَهُ حَزِيمَهُ. ويقال " حَيْزُومَه"وهما الصدر، ومعناه تشمَّرَ وتأهَّبَ. 1932- شَرِقَ بِالرِّيقِ. أي ضره أقربُ الأشياء إلى نَفْعه، لأن ريقَ الإنسان أقربُ شيء إليه. 1933- شِنْشنَةٌ أَعْرفُهَا مِنْ أَخْزَمِ. قال ابن الكلبي: إن الشعر لأبي أخزم الطائي، وهو جَدُّ أبي حاتم أو جَدُّ جَدٍّه، وكان له ابن يقال له أخزم، وقيل: كان عاقّاً، فمات وترك بنين فوثَبُوا يوما على جَدِّهم أبي أخْزَمَ فأدْمَوْهُ فقال: إنَّ بنَّي ضَرَّجُونِي بالدَّمِ * شِنْشِنَةٌ أعرفُهَا من أخزم ويروى "زَمَّلُوني " وهو مثل ضرجوني في المعنى: أي لَطَّخوني، يعني أن هؤلاء أشبهوا أباهم في العُقُوق، والشِّنْشِنة: الطبيعة والعادة، قال شمر: وهو مثل قولهم" العصا من العُصَيَّة" ويروى "نشنشة" كأنه مقلوب شنشنة، وفي الحديث أن عمر قال لابن عباس رضي اللّه عنهم حين شاوره فأعجبه إشارته: شنشنة أعرفها من أخزم، وذلك أنه لم يكن لقرشي مثلُ رأى العباسِ رضي اللّه عنه، فشبهه بأبيه في جَوْدة الرأي، وقال الليث: الأخزم الذكر، وكمرة خَزْمَاء قصر وترها، وذكَر أخزم، وقال: وكان لأعرابي بُنَيٌّ يعجبه، فقال يوما: شنشنة من أخزم، أي قطران الماء من ذكر أخذم. يضرب في قُرْب الشَّبَه. 1934- شَرِيقَةُ تَعْلَمُ مَنِ اطَّفَحَ . يقال: اطَّفَحَت القِدْرَ - على افْتَعَلْتُ - إذا أخذت طفاحتها، وهي زَبَدُها، وشَرِيقة: امرأة . يضرب لمن يعلم كيفية أمر، ويعلم المُذْنِبَ فيه من البرىء. 1935- شَاهِدُ الْبُغْضِ اللَّحْظُ. ومثله في الحب " جَلَّى محبٌّ نظره" ومنه قول زهير: متى تَكُ فِي صَدِيق أو عَدُوٍّ * تُخَبّرْكَ الْوجُوهُ عَنِ القلوب [ص 362]
|